أخر الاخبار

mercredi 4 juillet 2012

نساء بغداد يعدن إلى قيادة سياراتهن بعد منعهن بسبب "الإرهاب"

عادت النساء في بغداد إلى قيادة السيارات مجددا بعد التحسن النسبي في الأوضاع الأمنية، واختفاء المظاهر المسلحة والتهديدات التي مارستها مجموعات إسلامية متطرفة خلال الأعوام الماضية.
وتقول منال حكيم -38 عاما- التي تسكن حي العامرية (غرب): "وأخيرا أصبحت حرة بعد أكثر من عامين تخليت خلالها عن سيارتي المتوقفة في المرآب". وقد تعرضت منال لضرب مبرح دفعها إلى التوقف عن قيادة سيارتها لأن المتطرفين يعتبرون أن قيادة المرأة للسيارة من المحرمات".
وتضيف منال -وهي مدرسة في العامرية التي كانت من أخطر مناطق بغداد قبل أن تحررها قوات الصحوة من القاعدة-: "كنت متوقفة في طابور للتزود بالوقود، ففوجئت بمسلحين أرغموني على الترجل من السيارة قبل أن ينهالوا عليّ بالضرب أمام الجميع، وهم يصرخون (لا تقودي السيارة مرة أخرى، وإلا ستقتلين لأن هذا حرام)". وتؤكد "أصبت بصدمة لن أنساها طوال حياتي".
وتتابع منال -وهي أم لطفل في الخامسة من العمر-: "لا نرى إلا عددا قليلا من النساء وراء مقود السيارة في بعض الشوارع (...)، لكن الأوضاع الأمنية تتحسن، وخصوصا في الآونة الأخيرة، الأمر الذي شجعني على قيادة سيارتي مجددا دون تردد".
وشهدت الأوضاع الأمنية تحسنا أمنيا نسبيا بعد نجاح خطة "فرض القانون" التي أطلقها رئيس الوزراء نوري المالكي، وانضمام أعداد كبيرة من الشبان إلى مجالس الصحوة لمقاتلة الجماعات المسلحة.
وقد عانت بغداد تدهورا مريعا في الأوضاع الأمنية عندما سيطرت جماعات مسلحة متطرفة على عدد من المناطق؛ حيث فرضت أحكامها وقوانينها التي حظرت استخدام مساحيق التجميل، وأرغمت النساء على ارتداء الحجاب والنقاب، فضلا عن منعهن من قيادة السيارة.
وبعد انتفاء التهديدات، عاودت النساء قيادة سياراتهن فيما بادرت أخريات إلى تلقي دروس من خلال مكاتب مخصصة لذلك.
ويقول صادق جبوري السامرائي، رئيس "الجمعية العراقية للسيارات والسياحة": إن "أحد أهم فروع الجمعية هو تعليم القيادة (...) نعطي دورات تعليمية للرجال والنساء". مؤكدا "ازدياد أعداد المتدربات في الآونة الأخيرة".
وتوفر هذه الجمعية العريقة الخدمات للمواطنين، وقد انضمت إلى النادي الدولي للسيارات في باريس عام 1974، كما نالت عضوية منظمة السياحة العالمية في جنيف.
ويوضح السامرائي لفرانس برس أن "ازدياد أعداد المتدربات يعود إلى تحسن الوضع الأمني مؤخرا، بحيث بلغ عدد المتدربين عام 2008 143 بينهم مئة امرأة". ويضيف: "لقد استقبلت 43 رجلا وامرأة عام 2006، في حين استقبلنا متدربا واحدا فقط عام 2007".
وردا على سؤال حول أماكن التدريب، يقول السامرائي: "نختار المناطق السكنية القريبة جدا من الجمعية حتى لا نعرض المتدربين ولا سيما النساء للخطر، كما نفضل الشوارع المفتوحة في المناطق السكنية قرب المركز الرئيسي للجمعية".
ويقع مقر تعليم السيارات في حي المنصور الراقي، غرب بغداد.
من جهتها، تقول شيماء إبراهيم -40 عاما-: "لقد عانيت كثيرا من الذهاب والعودة من العمل عن طريق سيارات الأجرة لأنني كنت خائفة من القيادة في الشارع". وتتابع المدرسة التي تمارس مهنتها منذ 15 عاما: "كل هذا بسبب المتطرفين الذين منعونا من قيادة السيارات، في حين كان مسموحا بذلك قبل عام 2003" في إشارة إلى النظام السابق.
وتضيف: "لكن مع تحسن الحالة الأمنية تنامى شعوري بإمكان الاعتماد على نفسي، خصوصا وأن الوضع الأمني بات أفضل مقارنة مع العامين السابقين (...) فقيادة السيارة جزء من تطوير الشخصية".
بدورها، تقول رشا كاظم -21 عاما- الطالبة في كلية الهندسة: "منذ دخولي الجامعة تمنيت امتلاك سيارة (...)، لكن الأوضاع الأمنية حالت دون ذلك، وما إن تحسنت حتى سارعت بالتوجه إلى تعلم قيادة السيارات". وتتابع "أستخدم سيارة والدي حاليا، لكنني أطمح إلى الحصول على سيارة حديثة مستقبلا".
وتضيف الشابة الأنيقة "أحيانا أجد صعوبة في قيادة السيارة بسبب الشوارع المزدحمة ومعظمها لا يزال مغلقا، ونقاط التفتيش ومرور المواكب العسكرية الأمريكية التي تغلق الشوارع ولا تلتزم بإشارات المرور".
بدورها، تقول هناء سلمان -40 عاما- وهي موظفة محجبة: إن "متطلبات الحياة تدعو إلى تعليم المرأة التي تعمل في مجالات عدة، (...) قيادة السيارة أمر بسيط يجب على النساء أن يتعلمنه". وتختم قائلة: "أتولى إيصال أطفالي إلى المدرسة يوميا، والأوضاع تسمح بذلك".











مواضيع مشابهة :

Aucun commentaire :

Enregistrer un commentaire

الدولي

الرياضة الجزائرية

الصحة والرشاقة

علوم و تكنولوجيا

المطبخ

أنت و طفلك

الولايات

رياضة عالمية

جميع الحقوق محفوظة ©2013