أخر الاخبار

dimanche 20 mai 2012

العلماء يتعرفون على أسباب زيادة الوزن بعد محاولات إنقاصه المتتالية

على مدار 15 عاما، عكف جوزيف بروييتو على مد يد العون للأفراد الراغبين في إنقاص أوزانهم. عندما يصل المرضى البدينون إلى عيادته المتخصصة في إنقاص الوزن في أستراليا، يكونون عازمين على فقد بعض من أوزانهم.
وفي معظم الوقت، على حد قوله، يتمكنون من تحقيق ذلك، من خلال الالتزام ببرنامج العيادة الذي يتيح لهم فقد الأرطال الزائدة من وزنهم. ولكن بعد ذلك، دون استثناء تقريبا، يبدأون في اكتساب الوزن مرة أخرى. وفي غضون أشهر أو سنوات، يذهب الجهد المبذول بأكمله سدى، ولا يلبث أن يعود المريض إلى البدانة مجددا.
ويقول بروييتو: «إنهم أفراد يكونون متحمسين جدا لإنقاص أوزانهم ويخسرون بعضا من أوزانهم معظم الوقت دون عناء كبير، غير أنهم لا محالة، يكتسبون وزنا زائدا بشكل تدريجي».
اكتساب الوزن مجددا
يعلم أي شخص اتبع نظاما غذائيا أن الأرطال التي فقدها من وزنه عادة ما سيكتسبها مجددا، ويفترض السواد الأعظم من الناس أن السبب هو عدم الانضباط أو فقدان الإرادة. غير أن بروييتو شك في أن ثمة سببا أكبر وراء ذلك، ولذا قرر إجراء فحص أدق للحالة البيولوجية للجسم بعد فقدان الوزن.
بداية من عام 2009، قام هو وأفراد فريقه بإجراء دراسة على 50 رجلا وامرأة يعانون من البدانة. وكان متوسط وزن الرجال الذين شملتهم الدراسة 233 رطلا (الرطل 453 غم تقريبا) ؛ فيما كان متوسط وزن النساء نحو 200 رطل.
وعلى الرغم من أن بعض المشاركين انسحبوا من الدراسة، فإن معظم المرضى التزموا بنظام غذائي صارم لفقد سعرات حرارية، يتألف من مخفوقات خاصة تعرف باسم «أوبتيفاست» وكوبين من الخضراوات التي تحتوي على نسبة منخفضة من النشا، بإجمالي 500 إلى 550 سعرا حراريا يوميا لمدة ثمانية أسابيع. وبعد عشرة أسابيع، فقد من اتبعوا هذا النظام الغذائي نحو 30 رطلا من أوزانهم.
عند هذه المرحلة، توقف المرضى المتبقون البالغ عددهم 34 مريضا عن النظام الغذائي وبدأوا يركزون على الحفاظ على الوزن الذي صاروا عليه. وقدم لهم أخصائيو التغذية استشارات سواء من خلال مقابلات مباشرة أو عبر الهاتف، محفزين إياهم على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وتناول كميات أكبر من الخضراوات وكميات أقل من المواد الدهنية. غير أنهم على الرغم من هذا الجهد، بدأوا تدريجيا يكتسبون وزنا زائدا.
وبعد مرور عام، كان المرضى قد اكتسبوا من جديد بالفعل نحو 11 رطلا من الأرطال التي بذلوا جهدا شاقا من أجل فقدها. كذلك، ذكروا أنهم باتوا يشعرون بجوع شديد وزادت لديهم الرغبة في تناول الطعام أكثر مما كانوا قبل فقدانهم بعض أرطال من أوزانهم.
اكتشاف جديد
وبينما أدرك الباحثون منذ عقود أن الجسم يمر بالعديد من التغيرات الأيضية (في عمليات التمثيل الغذائي) والهرمونية أثناء فقدان الوزن، توصل فريق بحثي أسترالي إلى اكتشاف جديد.
فبعد عام كامل من فقدان الرجال والنساء الذين اتبعوا النظام الغذائي قدرا كبيرا من أوزانهم، ظلوا في حالة يمكن وصفها بحالة معدلة بيولوجيا .. فأجسامهم التي كانت ما زالت في حالة من البدانة بدأت تعمل كما لو كانت تتضور جوعا وبدأت تعمل ساعات إضافية من أجل اكتساب تلك الأرطال التي سبق أن فقدوها.
على سبيل المثال، زاد لديهم هرمون معدي يعرف باسم «الغريلين»، ghrelin الذي عادة ما يوصف بـ«هرمون الجوع»، بنسبة تقدر بنحو 20 في المائة منه عند بداية الدراسة. كذلك، كانت نسبة هرمون آخر مرتبط بتثبيط الشعور بالجوع، وهو «بيبتايد واي واي» peptide YY لديهم منخفضة بدرجة غير معتادة.
وظلت مستويات هرمون «اللبتين» leptin، الهرمون الذي يثبط الشعور بالجوع ويزيد من الأيض، منخفضة عن المتوقع. وظلت مجموعة من الهرمونات الأخرى المرتبطة بالجوع والأيض متغيرة بشكل كبير مقارنة بمستوياتها قبل اتباع النظام الغذائي.
بدا الأمر كما لو أن إنقاص الوزن قد وضع أجسادهم في حالة أيضية خاصة.. نوع من أعراض ما بعد اتباع النظام الغذائي التي تفصلهم عمن لم يحاولوا إنقاص أوزانهم في الأساس.
«إن ما نشاهده هنا هو آلية دفاعية منسقة مع عناصر عديدة كلها موجهة نحو جعلنا نكتسب وزنا»، هذا ما يقوله بروييتو. ويضيف: «أعتقد أن هذا يفسر ارتفاع معدل الفشل في علاج البدانة».
في الوقت الذي تفتقر فيه النتائج التي توصل إليها بروييتو وزملاؤه، التي نشرت هذا الخريف في مجلة «نيو إنغلاند» الطبية، للشمولية - كانت الدراسة صغيرة والنتائج بحاجة إلى مزيد من التأكيد - فقد أحدث البحث ضجة في مجال إنقاص الوزن، على نحو يضيف إلى مجموعة متزايدة من الأدلة التي تتحدى الأفكار التقليدية المتعلقة بالبدانة وإنقاص الوزن والتحلي بالإرادة.
وعلى مر السنين، كانت النصيحة المعتاد توجيهها إلى من يعانون من السمنة والبدانة هي التقليل من كميات الطعام وزيادة ممارسة التمارين الرياضية. ومع أن ثمة قدرا من الصحة في هذه النصيحة، إلا أنها لم تضع في الحسبان أن الجسم البشري يستمر في محاربة فقدان الوزن بعد فترة طويلة من التوقف عن النظام الغذائي.
ويترجم هذا في صورة حقيقة واقعية، ألا وهي أنه حينما يصاب معظمنا بالبدانة، حتى مع بذلنا أقصى جهد ممكن من أجل التخلص منها، ربما نظل على هذه الحالة.
عامل الوراثة
يدرك الباحثون أن البدانة تكون موروثة داخل الأسر، وتشير أبحاث أجريت مؤخرا إلى أنه حتى الرغبة في تناول الأطعمة عالية السعرات الحرارية ربما تكون متأثرة بالوراثة.
غير أن تحديد نسبة البدانة الموروثة ونسبة البدانة التي تحدث نتيجة تعلم عادات غذائية من الأسرة أمر من الصعوبة بمكان. إن الأمر الواضح هو أن بعض الناس يبدون ميالين لاكتساب وزن زائد، فيما يبدو آخرون محصنين ضد اكتساب وزن زائد.
في سلسلة من التجارب المتضمنة أفكارا جديدة التي نشرت في التسعينات من القرن الماضي، أجرى الباحثان الكنديان كلود بوتشارد وأنجيلو تريمبلاي دراسة على 31 زوجا من التوائم الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و29 عاما، الذين أحيانا ما كانوا في حالة من البدانة المفرطة، وفي أحيان أخرى اتبعوا أنظمة غذائية لإنقاص الوزن. (لم يكن أي من أزواج التوائم عرضة لخطر البدانة اعتمادا على كتلتهم الجسدية أو تاريخ أسرهم الوراثي).
في إحدى الدراسات، تم إخضاع 12 مجموعة من التوائم لمراقبة على مدار الأربع والعشرين ساعة في سكن جامعي. وعلى مدار ستة أيام في الأسبوع، تناولوا 1000 سعر حراري إضافي يوميا، وفي أحد الأيام، سمح لهم بتناول الطعام بشكل طبيعي.
وكان مسموحا لهم بالقراءة وتشغيل ألعاب الفيديو ومشاهدة التلفزيون، لكن كانت التمارين الرياضية مقتصرة فقط على السير يوميا لمدة 30 دقيقة. وعلى مدار فترة الدراسة التي امتدت 120 يوما، استهلك التوائم 84000 سعر حراري أكثر من احتياجاتهم الأساسية.
كان من المفترض أن يترجم هذا الكم الزائد من السعرات الحرارية في صورة زيادة في الوزن بنحو 24 رطلا (بمعدل 3.500 سعر حراري لكل رطل). غير أن البعض اكتسب أقل من 10 أرطال، فيما اكتسب آخرون نحو 29 رطلا. توافق مقدار الوزن المكتسب وشكل توزيع الدهون بأجزاء الجسم بين الإخوة، لكنه تباين بشكل هائل بين المجموعات المختلفة من التوائم.
على سبيل المثال، اكتسب بعض الإخوة ثلاثة أضعاف الدهون التي اكتسبها آخرون حول منطقة البطن. وعندما أجرى الباحثون دراسات مماثلة مقترنة بممارسة تمارين رياضية على التوائم، وجدوا أن الأنماط مقلوبة، من خلال فقدان بعض مجموعات التوائم أرطالا أكثر من تلك التي فقدها آخرون اتبعوا النظام الغذائي نفسه. وكتب الباحثون أن النتائج تشير إلى نوع من «الحتمية البيولوجية» التي يمكن أن تجعل شخصا ما عرضة لاكتساب أو فقدان الوزن.
لكن في الوقت الذي يوجد فيه إجماع واسع النطاق على أن بعض مخاطر البدانة موروثة، فإن التعرف على سبب وراثي محدد طالما كان يشكل تحديا. في أكتوبر (تشرين الأول) 2010، أشارت دورية «نيتشر جينيتكس» إلى أن الباحثين قد أكدوا حتى الآن على 32 تنوعا جينيا مرتبطا بالبدانة أو مؤشر كتلة الجسم.
وتم تحديد واحد من أكثر تلك التنوعات الجينية شيوعا في أبريل (نيسان) 2007 من قبل فريق بريطاني يدرس العوامل الوراثية المرتبطة بالإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري.
وبحسب تيموثي فرايلينغ من معهد العلوم الحيوية الطبية والإكلينيكية بجامعة إكسيتر، فإن الأفراد الذين حملوا متغيرا يعرف باسم «إف تي أو» FTO كانوا معرضين بدرجة أكبر لخطر الإصابة بالبدانة، ويزيد الاحتمال بنسبة 30 في المائة إذا كانت لديهم نسخة واحدة من المتغير «إف تي أو»، وبنسبة 60 في المائة إذا كانت لديهم نسختان من المتغير.
وهذا المتغير «إف تي أو» يعتبر شائعا بدرجة غريبة؛ يعتقد أن نحو 65 في المائة من الأفراد من أصل أوروبي أو أفريقي ونسبة تتراوح بين 27 و44 في المائة من الآسيويين يحملون نسخة واحدة على الأقل من هذا المتغير.
ولا يدرك العلماء مدى تأثير المتغير «إف تي أو» على اكتساب الوزن، غير أن الدراسات التي أجريت على الأطفال تشير إلى أن المتغير يلعب دورا في العادات الغذائية.
وفي دراسة أجريت في عام 2008 برئاسة كولين بالمر بجامعة دندي في أسكوتلندا، منح أطفال المدرسة الأسكوتلنديون عصير برتقال وفطائر من المعجنات الحلوة، ثم سمح لهم بتناول العنب والكرفس وشرائح البطاطا والشوكولاته. وكانت كل الأطعمة خاضعة لمراقبة دقيقة، ومن ثم، أدرك الباحثون على وجه التحديد الكمية التي تم استهلاكها من كل نوع من الأطعمة.
وعلى الرغم من أن كل الأطفال تناولوا كمية الطعام نفسها، بالغرام، كان من المرجح بدرجة أكبر أن يتناول الأطفال الذين لديهم المتغير «إف تي أو» الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون وكم أكبر من السعرات الحرارية.
لم يكونوا يأكلون بنهم، ولكنهم استهلكوا، في المتوسط، نحو 100 سعر حراري أكثر من الأطفال الذين لم يحملوا هذا الجين. زاد عدد أرطال الدهون لدى هؤلاء الذين لديهم المتغير الجيني عن غيرهم ممن لا يحملون هذا المتغير بمقدار أربعة أرطال.
وقد رغبت في إرسال عينة من لعابي لإجراء فحص للحامض النووي (دي إن إيه) من أجل اكتشاف ما إذا كانت أسرتي لديها استعداد وراثي للبدانة. لكن حتى إذا جاءت نتيجة الاختبار سلبية، فسيعني هذا فقط أن أسرتي لا تحمل خطرا وراثيا للإصابة بالبدانة.
ومؤخرا، طلب البرنامج التلفزيوني البريطاني «أجسام بدينة محرجة» من مختبر فرايلينغ إجراء اختبار للتعرف على الجينات المسببة للبدانة، وظهرت بين النتائج نتيجة غريبة هي أن أسرة واحدة تعاني حقا من زيادة الوزن، كانت معرضة بنسبة تقل عن المتوسط للإصابة بالبدانة! وربما تكون النتيجة التي تفيد بأن الأفراد لديهم استعداد جيني للإصابة بالبدانة، مرضية للناس.
في فبراير (شباط)، نشرت صحيفة «نيو إنغلاند» الطبية تقريرا عن مدى تأثير الاختبار الجيني الخاص بمجموعة من الأمراض على العادات المزاجية والصحية للأفراد.
وبشكل عام، وجد الباحثون أنه ليس هناك تأثير لاختبارات مخاطر الإصابة بالبدانة، لكن كان هناك افتراض، على الرغم من أنه لم يصل إلى أهمية من الناحية الإحصائية، وهو أنه بعد أن جاءت نتائج الاختبارات إيجابية للجينات المسببة للبدانة، زاد احتمال تناول البعض أطعمة غنية بالدهون، نظرا لأنهم اعتقدوا أن البدانة كانت قدرهم بحكم الوراثة، ولم يجدوا أي مبرر لمحاربتها! ومع علمي أن الخطر الوراثي ربما يرضي فضولي، أعلم أيضا أن الوراثة، في أفضل الأحوال، ستفسر جانبا واحدا فقط من سبب بدانتي. إنني مهتمة بدرجة أكبر بما يمكنني فعله حيال البدانة في الوقت الحالي.
إنقاص الوزن الدائم
يتعقب السجل الوطني للتحكم في الوزن حالة 10000 شخص خسروا بعضا من أوزانهم وحافظوا على الأوزان التي صاروا عليها. «لقد بدأنا هذا العمل استجابة لتعليقات تفيد بأنه لم ينجح أحد في إنقاص وزنه»، هذا ما تقوله رينا وينغ، أستاذ علم النفس والسلوك البشري بكلية طب ألبرت بجامعة براون، التي ساعدت في إعداد السجل مع جيمس أو هيل، مدير مركز التغذية البشرية بجامعة كولورادو في دنفر. «لدينا هدفان أساسيان: إثبات أن ثمة أشخاصا نجحوا في تحقيق ذلك الهدف، ومحاولة التعرف منهم على التدابير التي اتبعوها من أجل تحقيق هدف إنقاص أوزانهم على المدى الطويل».
أي شخص خسر 30 رطلا من وزنه وحافظ على هذا الوزن لمدة عام على الأقل يكون مسموحا له بالانضمام إلى الدراسة، على الرغم من أن العضو يفقد في المعتاد 70 رطلا ويظل على ذلك الوزن لمدة ست سنوات.
تقول وينغ إنها توافق على أنه ربما تحدث تغيرات فسيولوجية التي تجعل فقدان الوزن الدائم مشكلة، لكنها تقول إن المشكلة الأكبر مشكلة بيئية، وإن الناس يكافحون من أجل الحفاظ على أوزانهم بعد إنقاصها، نظرا لأنهم محاطون بالأطعمة وتتوفر لهم على الدوام فرص لتناول الطعام. «نحن نعيش في بيئة (وسط محيط بنا) فيها تلميحات للطعام طوال الوقت»، تقول وينغ.
وتضيف: «لقد علمنا أنفسنا على مر السنين أن إحدى الوسائل التي يمكننا أن نكافئ بها ذاتنا هي تناول الطعام. من الصعب تغيير البيئة والسلوك».
لا يوجد نمط ثابت للطريقة التي فقد بها الأفراد المدرجون بالسجل أوزانهم.. بعضهم حقق ذلك من خلال التعاون مع مؤسسة «ويت ووتشرز»، وآخرون من خلال نظام «جيني كريغ»، والبعض الآخر عن طريق تقليل الكربوهيدرات باتباع نظام «أتكينز» الغذائي، فيما خسر عدد محدود منهم وزنهم من خلال عملية جراحية.
غير أنه يبدو أن عاداتهم الخاصة بتناول الطعام وممارسة التمارين الرياضية تعكس النتائج التي يتوصل إليها الباحثون في المختبر وهي: من أجل خسارة الوزن والحفاظ عليه، يجب أن يتناول الشخص سعرات حرارية أقل ويمارس تمارين رياضية أكثر من أي شخص يحتفظ بالوزن نفسه بشكل طبيعي.
يمارس الأعضاء المدرجون في السجل تمارين رياضية لمدة ساعة أو أكثر يوميا .. يسير الأعضاء الساعون لخسارة بعض من أوزانهم لمسافة أربعة أميال (6.5 كلم تقريبا) يوميا، سبعة أيام في الأسبوع.
ويقومون بقياس أوزانهم يوميا بهدف الحفاظ عليها في إطار نطاق ضيق. وهم يتناولون وجبة الإفطار بشكل منتظم. ومعظمهم يقضي نصف الوقت الذي يقضيه الأفراد العاديون في مشاهدة التلفزيون.
وهم يتناولون الأطعمة نفسها وبالأنماط نفسها بشكل ثابت يوميا ولا يحيدون عن نظامهم الغذائي في عطلات نهاية الأسبوع أو الإجازات. ويبدو أيضا أنهم يتناولون كميات أقل من الطعام عن غالبية الأفراد العاديين، حيث تشير التقديرات إلى أن السعرات الحرارية فيها تقل بقيمة تتراوح بين 50 و300 سعر حراري يوميا عن تلك التي يتناولها الأفراد العاديون.
ويقول كيلي برونيل، مدير «مركز رود للسياسات الغذائية والبدانة» في جامعة ييل، إنه فيما يعتبر العشرة آلاف فرد الذين يتم تتبع حالاتهم في هذا السجل مصدرا قيما، فإنهم يمثلون أيضا نسبة ضئيلة من عشرات الملايين من الأفراد الذين قد حاولوا بشكل غير مجد أن ينقصوا أوزانهم.
ويضيف برونيل: «كل ما يعنيه ذلك هو أن قليلا من الأفراد هم من يتمكنون من الحفاظ على أوزانهم بعد خسارة أرطال منها».
ويتابع القول: «إنك تجد هؤلاء الأفراد مهتمين بشكل لا يمكن تصديقه بالحفاظ على أوزانهم. وبعد سنوات، يبدأون في الاهتمام بكل سعر حراري، بتخصيص ساعة يوميا لممارسة التمارين الرياضية. فهم دائما ما يراقبون أوزانهم».
تعتبر جانيس بريدج، العضو في السجل والتي نجحت في الحفاظ على وزنها لمدة نحو خمس سنوات بعد أن خسرت 135 رطلا، نموذجا مثاليا. وتقول: «إنه أحد أصعب الأشياء. إنه شيء يجب التركيز عليه في كل دقيقة. إنني لا أفكر بشكل دائم في الطعام، لكنني على وعي دائم بالأطعمة».
تمارين رياضية
كانت بريدج، التي يبلغ عمرها 66 عاما التي تعيش في ديفيس بكاليفورنيا، تعاني من السمنة المفرطة في مرحلة الطفولة. وتتذكر أول نظام غذائي اتبعته الذي كانت تفقد فيه 1400 سعر حراري يوميا في سن الرابعة عشرة. في الوقت نفسه، دفع بطء إيقاع إنقاص وزنها طبيبها إلى اتهامها بالخداع.
تدعم بريدج نظامها الغذائي بنظام صارم من الأنشطة البدنية، فهي تمارس تمارين رياضية لمدة تتراوح بين 100 و120 دقيقة يوميا، ستة أو سبعة أيام أسبوعيا، في المعتاد عن طريق قيادة دراجتها إلى صالة التمارين الرياضية، حيث أخذت فصلا في الأيروبيك المائي.
إضافة إلى ذلك، فإنها تمارس التمارين الرياضية في المنزل باستخدام المشاية البيضاوية، كما تحب ممارسة رياضة الجري على الآلة ثلاثية العجلات. وتستمتع بزراعة النباتات كهواية، لكنها تسمح لنفسها بالتعامل معها كتمرين في تلك الأوقات التي تحتاج فيها إلى «الزراعة بنشاط». ويعتبر زوجها آدم أيضا ممن يمارسون التمارين الرياضية بانتظام، حيث يقود دراجته لمدة ساعتين يوميا على الأقل، خمسة أيام في الأسبوع.
واعتمادا على البيانات الخاصة بالأيض التي جمعتها من عيادة إنقاص الوزن وحساباتها الخاصة، اكتشفت أنها لكي تحافظ على وزنها الحالي البالغ 195 رطلا، يمكنها تناول 2000 سعر حراري يوميا، ما دامت تحرق 500 سعر من خلال التمارين الرياضية.
وهي تتجنب تناول الوجبات السريعة والخبز والمعكرونة والعديد من منتجات الألبان وتحاول التحقق من أن نحو ثلث السعرات الحرارية التي تحصل عليها يأتي من البروتينات.
وهي تتشارك مع أحد أفراد أسرتها من حين لآخر في أحد أنواع الحلويات أو في قطعة آيس كريم، بحيث تعرف تحديدا عدد السعرات التي تتناولها. ونظرا لأنها تعلم أنه يحتمل حدوث أخطاء، إما لتسبب يوم مطير في تقليل فترات التمارين الرياضية أو اكتسابها سعرات زائدة نتيجة تناول وجبات سريعة، فإنها تسمح لنفسها بأطعمة يبلغ إجمالي عدد السعرات الحرارية فيها 1800 سعر حراري يوميا فقط. (يعتبر متوسط السعرات الحرارية التي تحصل عليها امرأة على الدرجة نفسها من النشاط في سنها وحجمها نحو 2300 سعر حراري).
«أعتقد أن كثيرا من الأفراد الذين يساورهم القلق بشأن إنقاص أوزانهم لا يدركون التبعات بشكل كامل، كما لم يفسر المجتمع الطبي ذلك بشكل كامل للأفراد»، يقول رودولف ليبل، باحث في البدانة بجامعة كولومبيا في نيويورك.
ويضيف: «نحن لا نرغب في أن نجعلهم يشعرون باليأس، لكننا نرغب في جعلهم يفهمون أنهم يحاولون مقاومة نظام بيولوجي سيصعب عليهم مسألة إنقاص الوزن».
دراسة استجابة الجسم
وقد حقق ليبل وزميله مايكل روزينباوم سبقا في معظم ما نعرفه عن استجابة الجسم لإنقاص الوزن. لمدة 25 عاما، تابعوا بدقة نحو 130 فردا لمدة ستة أشهر أو لمدة أطول من ذلك. يقيم الأفراد في عيادة بحثية، حيث يتم وزن كل جزء من أجسامهم.
وتتحدد الدهون في الجسم بواسطة أجهزة فحص العظام. ويراقب جهاز خاص استهلاك الأكسجين ونسبة ثاني أكسيد الكربون التي يخرجها الجسم لقياس الأيض بدقة.
وتتم متابعة السعرات الحرارية التي يتم حرقها أثناء الهضم. وتقيس اختبارات التمارين الرياضية أقصى معدل لضربات القلب، فيما تقيس اختبارات الدم الهرمونات والمواد الكيميائية في المخ.
ويتم أخذ عينات من العضلات لتحليل كفاءة عملية الأيض فيها. (في فترة مبكرة من البحث، كان يتم أخذ عينات من البراز واختبارها للتحقق من عدم وجود أي سعرات حرارية لم يتم حسابها). ويدفع المشاركون مبلغا يتراوح بين 5000 و8000 دولار.
في نهاية المطاف، يخضع المرضى لأنظمة غذائية معتمدة على السوائل يحصلون من خلالها على 800 سعر حراري يوميا إلى أن يفقدوا نسبة 10 في المائة من أوزانهم.
وبمجرد أن يحققوا هذا الهدف، يتم إخضاعهم لمجموعة أخرى من الاختبارات المكثفة، حيث يحاولون الحفاظ على الوزن الجديد الذي اكتسبوه. وتشير البيانات التي أنتجتها هذه التجارب إلى أنه بمجرد أن يفقد الشخص نحو 10 في المائة من وزنه، يكون مختلفا من الناحية الأيضية عن شخص مماثل له في الوزن بشكل طبيعي دون اتباع نظام غذائي.
وتشير الأبحاث إلى أن التغيرات التي تحدث بعد فقدان الوزن تتحول إلى خسارة كبيرة في السعرات الحرارية بقيمة تتراوح ما بين 250 و400 سعر حراري. على سبيل المثال، كانت إحدى السيدات التي شاركت في دراسات كولومبيا ووزنها 230 رطلا تتناول نحو 3000 سعر حراري للحفاظ على هذا الوزن.
وبمجرد أن نقص وزنها ليصبح 190 رطلا، بحيث خسرت نسبة 17 في المائة من وزنها، حددت دراسات خاصة بالأيض أنها تحتاج لنحو 2300 سعر حراري يوميا للحفاظ على الوزن الذي وصلت إليه.
ربما يبدو ذلك الكم كبيرا، لكن المرأة العادية التي يبلغ عمرها 30 عاما ووزنها 190 رطلا يمكن أن تستهلك نحو 2600 سعر حراري للحفاظ على وزنها، وهو ما يزيد بقيمة 300 سعر حراري على السعرات التي تستهلكها سيدة اتبعت نظاما غذائيا للوصول إلى هذا الوزن.
ولا يزال العلماء يدرسون السبب الذي يقف وراء كون أجسام الأفراد الذين اتبعوا نظاما غذائيا لإنقاص أوزانهم تختلف كثيرا عن أجسام هؤلاء الذين يتمتعون بالوزن نفسه دون أن يقوموا باتباع نظام غذائي.
وتوضح العينات التي تم أخذها من العضلات قبل وأثناء وبعد فقدان الوزن أنه بمجرد أن ينقص وزن الشخص، تخضع ألياف العضلات لديه إلى عملية تحويل تجعلها ألياف عضلات «بطيئة الانقباض» لكنها أكثر كفاءة.
وتشير النتائج إلى أنه بعد فقدان الوزن، تحرق العضلات سعرات حرارية أقل بنسبة 20 إلى 25 في المائة خلال النشاط اليومي والتمارين الرياضية المعتدلة مقارنة بالسعرات الحرارية التي يحرقها شخص يتمتع بالوزن نفسه بصورة طبيعية.
وهذا يعني أن الشخص الذي يتبع نظاما غذائيا ويعتقد أنه يحرق 200 سعر حراري خلال نصف ساعة من المشي السريع من المحتمل أن يكون قد حرق ما يقرب من 150 إلى 160 سعرا حراريا.
«شهية» المخ
وهناك طريقة أخرى تشير إلى أن الجسم يبدو كما لو أنه يحارب فقدان الوزن وذلك من خلال تغيير الطريقة التي يستجيب بها المخ إلى الطعام. وقد استخدم روزينباوم وجوي هيرش، عالم الأعصاب بجامعة كولومبيا، أسلوب التصوير بالرنين المغناطيسي لمتابعة أنماط أدمغة الأشخاص قبل وبعد فقدان الوزن، بينما يقومون بالنظر إلى أشياء مثل العنب والشوكولاته والبروكلي وأجهزة الهاتف الجوال واليويو.
بعد فقدان الوزن، وعندما يقوم الشخص الذي كان يتبع نظاما غذائيا بالنظر إلى الطعام، يوضح الفحص وجود استجابة أكبر في أجزاء المخ المرتبطة بالمكافأة واستجابة أقل في الأجزاء المرتبطة بالتحكم.
وهذا يشير إلى أن الجسم، لكي يعود إلى وزنه نفسه قبل اتباع النظام الغذائي، يثير رغبة ملحة تجعل الشخص يشعر بإثارة أكبر تجاه الطعام وتجعله أقل قدرة على مقاومة الطعام الغني بالسعرات الحرارية.
يقول روزينباوم: «بعد أن تفقد وزنا، يكون لدى مخك استجابة أكبر للطعام. وتشعر برغبة شديدة في تناوله، لكن أجزاء المخ المرتبطة بضبط النفس تكون أقل نشاطا». وإذا أضفنا إلى هذا جسما يحرق عدد سعرات حرارية أقل من المتوقع، فمن المؤكد أن الشخص سيستعيد وزنه الذي كان يتمتع به قبل أن يتبع النظام الغذائي».
وما من أحد يدري فترة استمرار هذه الحالة، لكن البحث المبدئي في كولومبيا يشير إلى أنه حتى لمدة ست سنوات من بعد فقدان الوزن، يستمر الجسم في الدفاع عن الوزن الزائد الذي كان يتمتع به في السابق من خلال حرق عدد أقل بكثير من السعرات الحرارية عما هو متوقع.
وقد تستمر المشكلة إلى أجل غير مسمى. (وتحدث المشكلة نفسها عندما يحاول شخص نحيف أن يفقد 10 في المائة من وزنه، حيث يدافع الجسم عن الوزن الزائد). ولا يعني هذا أنه من المستحيل أن تفقد وزنك وتحافظ على هذا الوزن الذي صرت عليه؛ لكنه يعني أن هذا الأمر صعب للغاية.
يقول ليبل: «بالنسبة لفأر، أعلم أن الفترة التي قد يستغرقها نحو ثمانية أشهر.
وأضاف: «قبل هذه الفترة، من الممكن أن يعود الفأر السمين إلى شكله النحيف، الذي كان يتمتع به في السابق دون الكثير من التعديلات في النظام الغذائي. أما بالنسبة للبشر، فلا ندري حقا، غير أنني متأكد من أن الأمر لا يستغرق شهورا بل سنوات».
لا أحد يرغب في أن يكون سمينا. في أغلب الثقافات الحديثة، حتى وإن كنت تتمتع بصحة جيدة - في حالتي، يكون مستوى الكولسترول وضغط الدم منخفضا، وعلى الرغم من ذلك، فإن معدل ضربات القلب يكون صحيا بصورة غير عادية - وينظر للشخص البدين على أنه ضعيف الإرادة وكسول. كذلك، فإن الأمر محرج للغاية، فبينما كنت في إحدى الحفلات ذات مرة، التقيت بكاتبة شهيرة على معرفة بعملي ككاتبة في مجال الصحة.
وقالت لي، وعيناها تتسعان: «لستِ كما كنت أتوقع على الإطلاق»، وهنا قال الرجل الذي كنت أرافقه، في محاولة لتقديم المساعدة لي وللكاتبة الشهيرة: «لقد كنت تعتقدين أنها نحيفة، أليس كذلك؟»؟ حينها أردت أن أختفي، لكن المرأة كانت كريمة للغاية؛ إذ قالت، بينما مدت يدها لمصافحتي بحرارة: «لا. لقد اعتقدت أنك أكبر سنا».
علم السمنة
إن العلم الناشئ حول فقدان الوزن يخبرنا أنه قد يتعين علينا أن نعيد النظر في تحاملنا على الأشخاص أصحاب الوزن الزائد. إنه لأمر حقيقي أن أصحاب الوزن الزائد، وأنا من ضمنهم، وصلوا إلى هذه الحالة لأنهم يتناولون الكثير من السعرات الحرارية مقارنة باحتياجات أجسادهم.
ومع ذلك، فهناك عدد من العوامل البيولوجية والوراثية التي يمكنها أن تلعب دورا في تحديد مقدار الطعام الذي من الممكن أن يعد كما كبيرا للغاية لشخص ما. ومن الواضح أن فقدان الوزن صراع شديد، لا نقاتل فيه الشعور بالجوع أو الاشتياق إلى تناول بعض الحلوى فحسب، بل إنه صراع مع أجسادنا.
وعلى الرغم من أن النقاش العام حول فقدان الوزن يميل إلى الحديث عن ماهية النظام الغذائي الذي يساعد بدرجة أفضل في تحقيق هذا الهدف (هل هو نظام أتكينز أم نظام جيني كرايغ أم النظام الغذائي المعتمد على النباتات أم نظام البحر المتوسط؟)، فإن الأشخاص الذين قاموا بتجربة جميع هذه الأنظمة وفشلوا يعلمون أنه ما من إجابة بسيطة عن هذا السؤال. قد تكون الدهون والسكريات والكربوهيدرات في الأطعمة المعالجة هي الجاني الحقيقي في مشكلة السمنة. لكن هناك تفاوت هائل في كيفية استجابة الفرد.
ومن الممكن أن يؤدي النظر إلى السمنة على أنها مرض بيولوجي أكثر منه مرض نفسي إلى العديد من التغييرات في الطريقة التي نحاول بها مواجهتها. لقد أجرى علماء في جامعة كولومبيا العديد من الدراسات الصغيرة التي تنظر في ما إذا كان حقن الأشخاص بالليبتين، الهرمون الذي يقوم الجسم السمين بإفرازه، يمكن أن يحارب مقاومة الجسم لفقدان الوزن ويساعد في الحصول على وزن أقل.
وفي عدد قليل من هذه الدراسات، بدا أن حقن الجسم بالليبتين كان بمثابة خداع له وجعله يعتقد أنه لا يزال سمينا. لكن بعد استبدال الليبتين، قام الأشخاص الذين خضعوا لهذه الدراسة بحرق عدد أكبر من السعرات الحرارية خلال ممارسة نشاط ما. وفي الدراسات التي قامت بفحص المخ، وجد أن حقن الجسم بالليبتين قد غير طريقة استجابة المخ إلى الطعام، وجعله يبدوا أقل إغراء.
إلا أنه لا يزال أمامنا العديد من السنوات حتى تصبح مثل هذه الأساليب العلاجية قابلة للتطور التجاري. أما الآن، فعلى الأشخاص الذين يرغبون في فقدان بعض من أوزانهم والحفاظ على الوزن الذي صاروا إليه أن يعتمدوا على أنفسهم.
وهناك سؤال يدور في أذهان العديد من الباحثين وهو ما إذا كان فقدان الوزن ببطء يجعله أكثر استدامة من فقدانه بشكل أسرع بالطرق المستخدمة في الدراسات العلمية.
لكن ليبل أشار إلى أنه من غير المحتمل أن تشكل سرعة فقدان الوزن فارقا، وذلك لأن نظام تحذير الجسم يعتمد فقط على مقدار الدهون التي يفقدها الشخص، وليس سرعة فقدانه لها.
وعلى الرغم من ذلك، يقوم بروييتو الآن بإجراء دراسة تستخدم طريقة لفقدان الوزن بدرجة بطيئة ويقوم بمتابعة الأشخاص الذين يتبعون نظاما غذائيا لمدة ثلاث سنوات بدلا من سنة واحدة.
وعلى الرغم من مدى صعوبة فقدان الوزن، فإن من الواضح أنه من الأفضل، من وجهة النظر العلمية، أن تكون الموارد موجهة لمعرفة كيفية عدم اكتساب الوزن مرة أخرى. وتؤكد الأبحاث على ضرورة أن تؤدي الجهود المحلية إلى تشجيع الأطفال على ممارسة الأنشطة الرياضية وتناول المأكولات الصحية.









مواضيع مشابهة :

Aucun commentaire :

Enregistrer un commentaire

الدولي

الرياضة الجزائرية

الصحة والرشاقة

علوم و تكنولوجيا

المطبخ

أنت و طفلك

الولايات

رياضة عالمية

جميع الحقوق محفوظة ©2013